الأربعاء، 26 أكتوبر 2016

5-رفع معدلات الالتزام الذاتي

بسم الله الرحمن الرحيم 

رفع معدلات الالتزام الذاتي

المقصود من دراسة هذا الجزء في التقنية هو:

القضاء على الشعور بالملل من المواظبة على التدريب والقضاء أيضا على طابع الإهمال الذي يصيب الكثير منا في بعض الأحيان 
يعد الالتزام هو أحد الجوانب الأصيلة من جوانب النجاح في الحياة في اى مجال لذلك وجب علينا ذكره ودراسته والتدرب عليه أيضا لضمان نجاح تطبيقك للتقنية. 

إن تدربك على مهارة معينة يتطلب قدر كاف من الالتزام في جمع المعلومات وتحويلها الى مهارات ومن ثم التدرب عليها حتى تتحول إلى سلوك. كونك مدربا ذاتيا لنفسك يتطلب منك هذا القدر من الالتزام الذى بدونه لن تفيد نفسك ولا الآخرين ولن تستطيع مهما فعلت ان تصل إلى تحقيق اهدافك واحلامك.

سنقوم الان بتحويل ما تكلمنا عنه سابقا إلى افعال وتدريبات من شأنها رفع معدلات التزامنا ليس فقط نحو ما نتدرب عليه ولكن أيضا نحو كل ما نريد تحقيقه في حياتنا 

اولا : استراتيجية شاحن الهمة : 


ابدأ في كتابة هدفك .
مثال :" اريد ان اتدرب على مهارات التفاوض خلال الشهر القادم "
اكتب هذا الهدف في مكان بحيث تراه بوضوح.
اكتب لماذا تريد تحقيق هذا الهدف بالذات 
مثال : اريد ان أتعلم مهارات التفاوض لكى اطور مهاراتي و اكون جديرا بالترقية الجديدة
لتزيد عمولاتي حيث أنى اعمل بالمبيعات
ليزداد عدد عملاء شركتي 
اقرأ هدفك ولماذا تريده كلما شعرت بالارهاق من المتابعه او بالاحباط او اذا تحدثت بحديث سلبي مع نفسك فان دور هذه الوسيلة ان تذكرك وتشحن طاقتك باستمرار كلما فترت همتك و اريد ان أنبه هنا على انه من الطبيعى ان تمر بفترات وهن وضعف لان الانسان لا يكون على حال واحد طوال الوقت لذلك وجب ان يكون معك شاحن الهمة والعزيمة ألا وهو الهدف ولماذا تريده. 

ثانيا : كن مرنا 

المرونة في الالتزام هى ما أقصده هنا بالتحديد وذلك بمعنى ان قد تلتزم مثلا بالتدرب على الانجليزية لمده ساعتين يوميا في وقت محدد من اليوم وفي أحد الايام لم تستطع ان تؤدي هاتين الساعتين في وقتهما فماذا تفعل ؟؟
فبدلا من ان تحبط او ان تخلف جدولك الزمنى فيمكنك ان تؤدى تدريبك في وقت اخر من اليوم او ان تكثف تدريبك في احد الايام لتلحق بجدولك الزمنى لاتمام التدريب 

من اليوم ابحث عن حلول بديلة واعمل عليها 

ثالثا: التخيل الابتكارى 

هذا الاسلوب هو من اقوى الاساليب للالتزام باتمام الاعمال على اكمل وجه.
في هذا الاسلوب فانت تقوم بتخيل نفسك وقد اتممت تدريبك بصورة رائعه وازدادت مهاراتك وتتصور نفسك وانت تتمتع بكل السيطرة على افعالك وعلى حياتك
تتخيل المشكلات وهى تواجهك وانت تتغلب عليها
تتخيل لحظات الاحباط والضعف وانت تواجهها باسلوب شحن الهمة
تتخيل نفسك وانت تتمتع بكل ما تريد وتقوم بمساعدة الناس ليصلوا لما يريدوا 

انصحك ان تقوم بهذا التدريب بعد ان تقوم بعمل تدريب بالتنفس التفريغي في مكان هادئ لا يقاطعك فيه أحد 
بهذا التدريب ستلزم عقلك ان يذهب إلى حيث تخيلت 




  • العوده إلى مواضيع  تقنية المدرب الذاتي اضغط هنا 
  • وللمواضيع الأخرى يرجى زيارة  الصفحة الرئيسية هنــ ضغط ــا  
  • 4-كيف تحول المعلومات الى مهارات ؟

    بسم الله الرحمن الرحيم 

    كيف تحول المعلومات الى مهارات ؟




    عرفنا من الدروس السابقة ان التدريب يختلف عن التعليم في انه لا يتوقف عند حد اعطاء المعلومة ولكنه ايضا يعمل على اكسابك المهارة اللازمة لتنجح فيما قد تدربت عليه. وفى تقنية المدرب الذاتي حيث ان المدرب هو انت فانت الان المكلف بتحويل كل معلومة تقرأها او تسمعها الى مهارة لتقوم بالتدرب عليها.

    في هذا الدرس سأشرح لك بالتفصيل الخطوات العملية لتحويل المعلومات التى بين يديك الى مهارات وايضا استراتيجية( WHW )التى ستساعدك على استخلاص المهارات من المعلومات.

    عند اهتمامك بتدريب ذاتك في أحد الموضوعات فانك بالطبع في حاجه الى جمع معلومات عن هذا الموضوع وستتوافر لك المعلومات في صورة مكتوبة (كتاب - كتيب - مقالات - مواقع على الانترنت).او انك ستحضر محاضرة من احد المحاضرين لانك لا تملك الوقت او المال لحضور دورة . 

    اذا كنت تستقي معلومات مكتوبة فافعل ما يلى : 

    1. حضر ورقة وقلم قبل ان تبدأ في القراءة 
    2. دون كل مقوله تراها مفيدة 
    3. دون النصائح التى ينصحك بها الكاتب لانها هى المهارة التى ستدرب ذاتك عليها 
    4. أعد تلخيصا للكتاب بعد ان تقراه ويفضل ان تكون خريطة ذهنية 
    5. ارجع للكراسة التى قمت بتلخيص الكتاب فيها وركز على اول نصيحة لانها المهارة الاولى كما اتفقنا 
    6.  ابدأ في استخدام استراتيجية WHW 

    استراتيجية WHW: 

    W : What
    اسال نفسك ماذا يريد هذا الكاتب ان اتعلمه من كتابه ؟
    ستجد اجابة هذا السؤال في تلك النصائح التى دونتها في كراستك 

    H : How
    اسال نفسك كيف اتدرب على هذه المهارة ؟ 

    ًًW : When
    اسال نفسك متى يمكننى التدرب عليها وضع لها وقتا في جدولك (سناقش هذه النقطة بالتفصيل في جزء رفع معدلات الالتزام الذاتي) 

    مثال: 

    كنت تقرأ في أحد المرات كتاب عن مهارات التعامل مع الاخرين فنفترض مثلا انه كان مكتوبا في الكتاب
    " ان الابتسام هو صفة اولئك المحبوبين من الناس فاحرص ان تكون واحدا منهم " 

    الان ابدأ في استخدام WHW 
    • اجابة السؤال الاول :انه يريدنى ان اتعلم الابتسام 
    • ااجابة السؤال الثانى:سأقوم بالابتسام كثيرا واذكر نفسي به باستمرار (مستخدما تقنيات النجاح التى سنشرحها قريبا في جزء مهاارت النجاح من الدورة ) 
    • اجابة السؤال الثالث : وسأقوم بالتدرب عند الصباح وعند دخولى عملى وعند الصلاة في المسجد و................................................. ............ 

    وبهذا تكون قد دربت نفسك على مهارة جديدة مع الاستمرار عليها ستصبح سلوكا يصل بك الى النجاح الذى تريده


  • العوده إلى مواضيع  تقنية المدرب الذاتي اضغط هنا 
  • وللمواضيع الأخرى يرجى زيارة  الصفحة الرئيسية هنــ ضغط ــا  
  • 3- رفع معدلات الثقة الذاتية

    فبسم الله الرحمن الرحيم 

    رفع معدلات الثقة الذاتية

    في هذا الدرس نهدف الى :

    1. زيادة ثقتك بنفسك 
    2.  تأكيد ان اى شئ فعله شخص ما انت ايضا تستطيع ان تفعله
    3. تعليمك وتدريبك أفضل الطرق لزيادة تقديرك الذاتى

    اولا لنعرف معا ما هو التقدير الذاتى ؟ 

    التقدير الذاتي : هو القيمة المضافة لانفسنا
    كيف نعرف من يقدر ذاته بشكل جيد ؟
    انه ...

    1.  يتحكم في مشاعره 
    2. يمتلك الرؤية 
    3. يجيد ادارة أهدافه 
    4.  يحب الاخرين
    5. يدير ذاته والاخرين بفعالية 

    يعتقد البعض ان التقدير الذاتي هو الثقة بالنفس ولكن هذا غير صحيح.

    لان التقدير الذاتي هو الخطوة التى تسبق الثقة بالنفس فأنت لن تستطيع ان تثق بشي انت لا تقدره اصلا ولا تحترمه .
     دعنى اضرب لك مثلا ... هل تستطيع ان تضع ثقتك في أحد اعضاء فريقك لاتمام مهمة ما وانت لا تقدره او بمعنى اخر وانت تحتقرة وتضعف امكانياته بالطبع لن تفعل وهذا بالضبط الذى يحدث مع انفسنا فانت لا تقدرها وبالتالى لن تثق فيها وبالتالى لن نتجز اى نجاح في حياتك كما ينبغي او كما تحب.

    وفي هذا المنحى يخطئ الكثير من الناس حين يشعرون بضعف الثقة فهم يخاطبون انفسهم بالعبارات التحفيزية دون ان يدركوا ان في الاصل المشكلة تكمن في ضعف تقديرهم لذواتهم.

    تدريب 

    الان توقف عن القراءة وقم بهذا التمرين
    اسال نفسك 

     ما الذي يمنعني من شعورى بتقديري لذاتى؟
    ماالذي سيحدث ان قدرت ذاتي وقبلتها وكيف ستكون حياتى ؟ 

    (اطلق العنان لخيالك)

    الان سأشرح لك خطوات وتدريبات عملية تصل بك الى الثقة الذاتية الرائعه 

    1.  خذ ورقة وعلى مدار اسبوع اكتب كل ما تراه جميلا في نفسك ولا تستصغر شيئا حتى ولو كان هذا الشئ انك تجيد اعداد طبق من السلطة الشهية وراجعها كلما شعرت بانك تحتاج الى تذكير نفسك بايجابياتك.
    2.  تخلص من الحديث السلبي بداخلك 
    3. تقبل نفسك كما هى دون نقد 
    4. اثبتت كل الدراسات ان الانسان لن يستطيع ان يقوم باى تغيير للاحسن في حياته او في امكانياته الا اذا تقبل نفسه وامكانياته في البداية 
    5.  ثق في حدسك الداخلي لانه ياتى من عقلك اللاواعي الذى يفكر ويتحرك اسرع كثيرا من عقلك الواعي .


    واعلم انه ...
    دون تقديرك لذاتك لن تقدر الاخرين ولن يقدرك احد 
    دون تقديرك لذاتك لن تثق في الاخرين ولن يثق بك احد
    دون تقديرك لذاتك لن تجز او تحقق اى نجاح





  • العوده إلى مواضيع  تقنية المدرب الذاتي اضغط هنا 
  • وللمواضيع الأخرى يرجى زيارة  الصفحة الرئيسية هنــ ضغط ــا  

  • 2- الفرق بين التدريب الذاتي والتعلم الذاتي

    بسم الله الرحمن الرحيم 

    الفرق بين التدريب الذاتي والتعلم الذاتي




    كما ذكرت من قبل فان التعلم يقف عند حد توصيل المعلومة للمتعلم ام التدريب فانه يمر بثلاث مراحل :
    1. المعرفة
    2. المهارة
    3. السلوك 
    فيما يعرف بمثلث التدريب 

    حيث في البداية يقوم المدرب باعطائك المعلومة ثم يدربك عليها لتكتسب مهارة استخدامها ثم بعد الدورة من المؤكد انك ستقوم باستعمال المهارات التى تعلمتها في التدريب فتصبح سلوكا تقوم به دون ان تشعر.

    وانت في تقنية المدرب الذاتي ستتعلم كيف تحصل على المعلومات التى تريد ثم كيف ترتبها وتحولها الى مهارات يمكنك التدرب عليها.

    ثم ترفع من معدلات التزامك الشخصي لتداوم على الاستمرار على تطبيقها فتحولها الى سلوك.





  • العوده إلى مواضيع  تقنية المدرب الذاتي اضغط هنا 
  • وللمواضيع الأخرى يرجى زيارة  الصفحة الرئيسية هنــ ضغط ــا  
  • الثلاثاء، 25 أكتوبر 2016

    1- فرضيات و استنادات تقنية المدرب الذاتي


    بسم الله الرحمن الرحيم

    فرضيات و استنادات تقنية المدرب الذاتي

    الاستناد الاول :

    الانسان لديه ما يكفي من الامكانيات التى لو عرفها سيصل بها الى مايريد
    هذا هو من أهم دروس التطوير الذاتي كلنا لدينا الامكانيات التى نحتاجهاالى الوصول الى اهدافنا. فكم سمعنا عن معاق لا يقدر من أمره على شئ حقق البطولات والانجازات في حياته وكم سمعنا عن غنى كان في يوم من الايام يتسول لقمته ؛
    ولكن تغيرت حياتهم ووصلوا لما حلموا به عندما عرفوا انهم يملكون الامكانيات واستخرجوها من أعماقهم ووضعوها قيد التنفيذ فوصلوا لما أرادوا .

    الاستناد الثاني :

    التغيير يبدأ من الداخل :
    التغيير هو الثابت الوحيد في هذا العالم ودونه لا يحيا الانسان ولا يصل الى نجاح يريده أو هدف ينشده . ولكن الفرد لن يكتسب اى معلومة او مهارة دون ان يريد من داخله ان يكتسبها وكما قال الله تعالى :
    "إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم "

    ولهذا فأنا لا أريد أن أتدرب الا إذا وجدت عندى الرغبة وطالما وجدت الرغبة فأنا اذا عرفت كيف أدرب نفسي فسأقوم انا بذلك فعلاً .

    الاستناد الثالث :

    اذا استطاع شخص فعل شئ ما فأنا ايضا أستطيع أن أفعله .
    اذا استطاع شخص ما أن يكون مدربا فأنا أيضا استطيع أن أكون مدربا لذاتي اذا تعلمت الطريقة الصحيحة لفعل ذلك .

    الاستناد الرابع :

    العقل يجذب مايفكر فيه (قانون الانجذاب وهو احد قوانين العقل الباطن ).




    تقنية المدرب الذاتي


    تقنية المدرب الذاتي :


    هدف هذه التقنية :

    اكساب المتدرب على هذه التقنية القدرة على تدريب نفسه ذاتيا دون الحاجةالى مدرب خاص أو حضور دورة يهدر فيها المزيد من الوقت والجهد والمال دونضمانه ان استثماره في المكان الصحيح .

    و يتم اكساب المتدرب هذه القدرة من خلال تدريبة على العديد من المهارات وامداده بالمعلومات اللازمة لاتقان تقنية المدرب الذاتى .

    قد يتبادر الى ذهن القارئ ان هذه التقنية وحدها لا تكفي لامداد المتدرب عليها بكل ما يحتاج اليه وخاصة ان الاحتياجات التدريبية تختلف من شخص الى اخر وهذا الافتراض صحيح بالطبع ولذلك في اخر جزء من داستك لهذه التقنية سوف تتعلم كيف تجد ماتريد وتحول ما وجدته من معلومات الى مهارات وقدرات يمكنك التدرب عليها .

    ايضا قد يفكر البعض انه قد لا يستفيد من تقنية المدرب الذاتى نظرا لعدم قدرتهم على الالتزام بتدريب ذاتهم وايضا لهذه المشكلة حل في تقنية المدرب الذاتى من خلال جزء من دراستك لهذه التقنية وهو جزء ( رفع معدلات الالتزام )الذى تدرسه في بداية دراستك للتقنية .(وسياتي الكلام عنها في الدرس القادم )

    سؤال : هل تقنية المدرب الذاتى تستخدم مع تدريبات التنمية البشرية فقط؟

    لقد تم اعداد تقنية المدرب الذاتى اعتمادا على مناهج التنمية البشريةباعتبار انها المناهج التى تدرس امكانيات العقل و الانسان و اساليب النجاح وبالفعل ستدرس جزءا في هذه التقنية اساسه التنمية البشرية ولكن بعد اتقانك هذه الاساليب سنقوم ببسط استخدام التقنية لتشمل كل ما تريد ان تتدرب عليه (تعلم لغه جديدة- تعلم الحاسب الالى .......الخ) .

    ·تقنية المدرب الشخصي هي المستقبل الآن وذلك لأنها :

    • ·توفر وقتك وجهدك ومالك .
    • ·ترفع معدلات التزامك الشخصي في كل مناحى حياتك .
    • ·توسع آفاقك ومداركك .
    • ·تزيد من مستوى مهاراتك و قدراتك الى ابعد الحدود .
    • ·ترفع معدل ثقتك بذاتك .
    • ·تمكنك من تعلم ما تريد ف اى وقت وبأقل تكلفة و أعلى جوده .

    ولأننا في عصر معلوماتى ديناميكى .

    فأنت باستخدامك لتقنية المدرب الذاتي تضمن لنفسك مكانا في الصفوف الاولى من المستقبل .

    تقنية المدرب الذاتى هى كل ما تحتاجه لتصنع مستقبلا باهرا لك ولوطنك.

    وسوف نطرح عدة دروس لهه السلسلة من خلال هذه المواضيع :

    1. فرضيات و استنادات تقنية المدرب الذاتي
    2.  الفرق بين التدريب الذاتي والتعلم الذاتي
    3. رفع معدلات الثقة الذاتية
    4. كيف تحول المعلومات الى مهارات ؟
    5. رفع معدلات الالتزام الذاتي





    ** ملاحظة ** الدروس هذه منقولة وهي تخص للمهندس مروان من موقع( متنتديات البرمجة اللغوية العصبية )  من أجل حفظ الحقوق لأصحابها جرى التنويه لذلك.

    وللمواضيع الأخرى يرجى زيارة  الصفحة الرئيسية هنــ ضغط ــا  

    الاثنين، 18 يوليو 2016

    قواعد في التعامل مع الشدائد


     [قواعد في التعامل مع الشدائد]



    الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف خلق الله أجمعين، محمد بن عبد الله الصادق الأمين وعلى آله وصحبه أجمعين.أما بعد


    فإن الابتلاء سنة ماضية،وطبيعة لازمة لكل مخلوق في هذه الدنيا، والإنسان بخاصة، 
    قال تعالى: {لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ}[البلد: 4] 


    ويقول سبحانه: {الَّذِي خَلَقَ الْمَوْتَ وَالْحَيَاةَ لِيَبْلُوَكُمْ أَيُّكُمْ أَحْسَنُ عَمَلًا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْغَفُورُ}[الملك: 2].

    والناس يعرفون هذه المسألة نظرياً، ولو سألت كل إنسان لأخبرك بهذه الحقيقة، ولكن تعالى وانظر إليهم عند وقوع الابتلاء،

    فسترى أن كثيراً من الناس يرسب في هذا الاختبار،والسبب الأكبر في هذا أن معرفة هؤلاء لهذه الحقيقة كانت معرفة سطحية،لا تتجاوز حدّ المعلومة، 

    ولم تتغلغل إلى القلب والعقل..
    ومن أمارات هذا الرسوب: أن البعض - وهو في الكفار أكثر - يقابل ذلك الابتلاء بالانتحار..

    وآخر تستولي عليه الهموم، وتجثم على صدره الأمراض النفسية..
    وثالث تؤثر عليه هذه الابتلاءات والمصائب فتقعده عما يجب أن يكون عليه..

    ورابع  يلبس نظارة سوداء، فتستولي عليه عقدة التشاؤم..

    وقليل من الناس من يتعامل مع هذه الابتلاءات وفق المنهج الشرعي،الذي يكفل لصاحبه ـ بإذن الله ـ 

    ـ التكيف مع هذه الابتلاءات،وتلقيها بشكل يخفف من وطأتها،وأثرها

    وإذا ذكر الابتلاء.. فإننا لا نحصره في مصيبة مال.. فمصائب المال قد تهون عند مصائب أخرى..

    بل نريد ذلك من صورا من الابتلاء كثيرة.. فكم من مبتلى بولد عاق.. أو أب شقي.. أم زوجة عصية،أو زوج لا يخاف الله.. 

    كم من مبتلى بشيء من الأمراض العضوية والنفسية.. قد يبتلى المرء فيتهم في عرضه ـ 

    كما وقع للصديقة رضي الله عنه ـ  إلى غير ذلك من أنواع البلاء.. فكيف نتعامل مع هذا الابتلاء،وتلك الشدائد؟!

    إخوة الإسلام:

    ثمة قواعد في تلقي الابتلاءات والشدائد،نشير إليها باختصار، لعلها تزيل الغشاوة عن البعض، وتنير الطريق في كيفية التعامل معها،

      [القاعدة الاولى ]


    لست وحدك، فمن ترى من الناس - مسلمهم كافرهم - لا يسلم أحد منهم من الابتلاء - 

    كما تقدم - ولو سلم أحد منهم من ذلك لكان أولى الناس به: الأنبياء والمرسلون - صلوات الله وسلامه عليهم - 

    قال سعد رضي الله عنه: ((يَا رَسُولَ اللَّهِ! أَي النَّاسِ أَشَدُّ بَلاَءً؟ قَالَ «الأَنْبِيَاءُ ثُمَّ الأَمْثَلُ فَالأَمْثَلُ؛ فَيُبْتَلَى الرَّجُلُ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، 

    فَإِنْ كَانَ دِينُهُ صُلْبًا اشْتَدَّ بَلاَؤُهُ، وَإِنْ كَانَ فِى دِينِهِ رِقَّةٌ ابْتُلِىَ عَلَى حَسَبِ دِينِهِ، فَمَا يَبْرَحُ الْبَلاَءُ بِالْعَبْدِ حَتَّى يَتْرُكَهُ يَمْشِى عَلَى الأَرْضِ مَا عَلَيْهِ خَطِيئَةٌ)) رواه الترمذي وأحمد بسند صحيح.

    ومعرفتك بأن غيرك يبتلى مما يسليك.. ألم تسمع ماذا قالت الخنساء؟!

    وَلَولا كَثرَةُ الباكينَ حَولي       عَلى إِخوانِهِم لَقَتَلتُ نَفسي


    وَما يَبكونَ مِثلَ أَخي وَلَكِن       أُعَزّي النَفسَ عَنهُ بِالتَأَسّي

    إن الابتلاءات تصيب المؤمن والكافر والفاجر،ولكن الفرق هو في طريقة النظرة لهذه الابتلاءات، 


    فالمؤمن ينظر لها نظرة أخرى، فهو يصبر عليها، ويحتسب الأجر،وينتظر الثواب من ربه - إذا هو صبر واحتسب -.

    أنه لا يكاد توجد مصيبة إلا ويوجد من أصيب بأعظم منها...[تحتاج ترتيب وشرح أكثر].


     [القاعدة الثانية  ]

    تذكر جيداً أن الله تعالى لا يقدر شيئاً إلا لحكمة بالغة، وعاها من وعاها،وجهلها من جهلها.


    وكم في المحن من منح،وكم في المصائب من ألطاف؟!


    كم من شارد عن ربه،يبتليه مولاه بحادث،فيكون الحادث سبباً في توبته ورجوعه لمولاه!


    كم من حادث أنجى من حادث أكبر منه.. ولكن أكثر الناس لا يعلمون..


      [القاعدة الثالثة   ]

    تيقن أن جالب النفع هو الله،ودافع الضر هو الله،وأن ما يقع لا يخفى عليه، بل كله تحت عينه، 


    وأن رحمته سبقت غضبه، وأن الله أرحم بعباده من أمهاتهم اللائي ولدنهم، بل من أنفسهم التي يحملونها، 


    ولكن من وراء عدم الإجابة المباشرة حكمٌ وأسرار تعجز قلوب البشر وعقولهم عن إدراكها.


    وهذا كله يدعوك ؛ لأن تعلق قلبك بالله وحده.. ترجوه.. تخبت له.. تنطرح بين يديه..


       [القاعدة الرابعة    ]


    تذكر جيداً وصية النبي لابن عباس ـ كما هي وصيةٌ للأمة كلها ـ: ((أنّ ما أصابك لم يكنْ لِيخطِئك وما أخطأك لمْ يكنْ ليصيبك)) فلم الجزع؟! ولم التسخط؟!


    ثم تأمل.. ماذا جلب الجزع والقلق على أهله؟! هل صلحت أحوالهم؟! هل رد قلقهم ما كتب عليهم؟! أبداً والله... بل خسروا كثيراً..


      [القاعدة الخامسة     ]

    اعرف حقيقة الدنيا تسترح.. والعامة يقولون كلمة جيدة:  ما عليها مستريح !!


    طُبِعَت عَلى كدرٍ وَأَنتَ تُريدُها       صَفواً مِنَ الأَقذاءِ وَالأَكدارِ


    وَمُكَلِّف الأَيامِ ضِدَّ طِباعِها       مُتَطَّلِب في الماءِ جَذوة نارِ


    وَإِذا رَجَوتَ المُستَحيل فَإِنَّما       تَبني الرَجاءَ عَلى شَفيرٍ هارِ


    فمن عرف حقيقة الدنيا،استراح،ولم يستغرب شيئاً..


    قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لوْ أنَّ الدنيا تساوي عند اللهِ جناح بعوضةِ، ما سقى كافراً منها شربة ماءٍ)) 


    إنّ الدنيا عند اللهِ تعالى أهونُ من جناحِ البعوضةِ، وهذه حقيقةُ قيمتِها ووزنِها، فلِم الجزعُ والهلعُ عليها ومن أجلهِا؟!

    إليك مثلاً من سير القوم الذين عرفوا حقيقة الدنيا..


       [القاعدة السادسة    ]


    تذكر ـ أيها المبتلى ـ أنَّ الفرج بعد الكربِ سنَّةٌ ماضيةٌ وقضيةٌ مُسلَّمةٌ، كالليل بعد الليلِ، لا شكَّ فيه ولا ريب، 


    فما عُرِفَ أن كربةً استحكمت استحكاماً لا فرج معه،بل لابد من فرج: إما فرج حسي، أو فرج معنوي.

    وكل الحادثات إذا تناهت *** فموصول بها الفرج القريب

       [ القاعدة السابعة    ]

    أحسن الظن بربك، فإن هذه عبادة بذاتها:


    أحسن الظن برب عوّدك *** حسناً أمسِ،وسوّى أودك


    إن رباً كان يكفيك الذي *** كان بالأمس،سيكفيك غدك


     [ القاعدة الثامنة     ]


    تذكر دائماً أن اختيار الله خيرٌ من اختيارك لنفسك، هذه ضعها نصب عينيك؛ لأنها تورثك عبادةً أخرى، 


    وهي: الرضى عن الله ! والرضى عن الله عبادة جليلة،من فقدها فقد فقد خيراً كثيراً..


    قال الأعمش رحمه الله: كنا عند علقمة فقرئ عنده هذه الآية: {وَمَنْ يُؤْمِنْ بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ}[التغابن: 11] 


    فسئل عن ذلك فقال: هو الرجل تصيبه المصيبة، فيعلم أنها من عند الله، فيرضى ويسلم.

     [ القاعدة التاسعة     ]


    كلما اشتدت المحنة فاعلم أنها علامة على قرب الفرج؛ هذه سنة كونية، 


    قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((واعلم وَأَنَّ النَّصْرَ مَعَ الصَّبْرِ وَأَنَّ الْفَرَجَ مَعَ الْكَرْبِ وَأَنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً)).

    ومن تأمل في تعبير يوسف للرؤيا عرف كيف استخدم هذه السنة.

    وتأمل - أخي - وتدبر قولَ ربك الذي بيد مفاتيح الفرج: 


    فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا (5) إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}[الشرح: 5، 6] 


    قال ابن عباس وغيره: "لنْ يغلبَ عُسْرٌ يُسْرَيْن".


    إذا اشتدَّ الحبلُ انقطَعَ, وإذا أظلمَ الليلُ انقشَعَ, وإذا ضاقَ الأمرُ اتَّسَعَ ,وبعدَ الجوع شبَعٌ، وعقب الظمأِ رِيٌّ، وإثر المرض عافيةٌ، والفقرُ يعقبُه الغنى، والهمُّ يتلوه السرورُ، سَنَّةٌ ثابتةٌ.


    تدبّرْ سورة {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} وتذكرْها عند الشدائدِ، واعلمْ أنها من أعظمِ الأدويةِ عند الأزماتِ، ولن يغلبَ عُسْرٌ يُسْرَيْنِ.


    كمْ فرجٍ بَعْدَ إياسٍ قد أتى *** وكمْ سرورٍ قد أتى بَعْدَ الأسى

    من يحسنِ الظنَّ بذي العرشِ جنى *** حُلْوَ الجنَى الرائقَ من شَوْكِ السَّفاً



     [ القاعدة العاشرة     ]


    لا تفكر بكيفية الفرج! فإن الله إذا أراد شيئاً يسّر أسبابه بشكل لا يخطر على البال أحياناً.

    [س / هل كان موسى يعرف كيفية الفرج التي أوحي له بها؟!]


    [ذكر بعض أهل السيِّرِ:]
    فقد ذكروا أن رجلاً أصابه الشللُ، فأُقعد في بيته، ومرتْ عليه سنواتٌ طوالٌ من المللِ واليأسِ والإحباطِ، وعَجَزَ الأطباءُ في علاجِه،
    وبلَّغوا أهله وأبناءه، وفي ذات يومٍ نزلتْ عليه عقربٌ من سقفِ منزلِه، ولم يستطعْ أن يتحرك من مكانِه، 


    فأتتْ إلى رأسِه وضربتْه برأسِها ضرباتٍ ولدغتْه لدغاتٍ، 


    فاهتزَّ جسمُه من أخمصِ قدميه إلى مشاشِ رأسِه، وإذا بالحياةُ تدبُّ في أعضائِه، وإذا بالبُرءِ والشفاء 


    يسير في أنحاءِ جسمِه، وينتفضُ الرجلُ ويعودُ نشيطاً، ثم يقفُ على قدميه، ثم يمشي في غرفتِه، 


    ثم يفتحُ بابه، ويأتي أهله وأطفاله، فإذا الرجلُ واقفاً، فما كانوا يصدِّقون وكادوا من الذهول يُصعقون، فأخبرهم الخَبَرَ.


    فسبحان الذي جعل علاج هذا الرجلِ في هذا!
    وقد ذُكر هذا لبعضِ الأطباءِ فصدَّق المقولة، 


    وذكَرَ أن هناك مصْلاً سامّاً يُستخدم بتخفيفٍ كيماويٍّ، ويعالجُ به هؤلاءِ المشلولون.


    فجلَّ اللطيفُ في علاه، ما أنزل داءً إلا وأنزل له دواءً.


    وصلَّى الله وسلَّم على نبيَّنا محمدٍ وعلى آله وصحبِهِ أجمعين.


    وللمواضيع الأخرى يرجى زيارة  الصفحة الرئيسية هنــ ضغط ــا